الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

وقفات ندية " الجزء الثاني " - " خديجة بنت خويلد "

وخامسة أفياء كلمات خديجة قولها : وتقري الضيف, ارادت خديجة أن تقول : إنك يا أبا القاسم لن يخزيك الله أبداً, فإكرام الضيف من أعظم الفضائل الإنسانية, ففيه عظيم الأثر في قوة اتذاب القلوب, وأسر النفوس, وخصوصاً في البيئة التي نهد فيها محمد - صلى الله عليه وسلم -, تلك التي هي شحيحة بمطالب العيش ووسائل الحياة لوجود الصحاري والجبال والوديان والقفار.

وسادسة كلمات أم المؤمنين خديجة قولها : 
وتعين على النوائب, كأن أم المؤمنين خديجة أرادت أن تقول : يا أبا القاسم, إن من أخص صفاتك أن تعين على نوائب الحق, إن ذلك فطرك الله عليها, وخليفة جبلك بها, والإعانة على النوائب أفضلية الفضائل, ومكرمة المكارم, فهي أجمع موارد الخير ومصادره, وهي منقبة البر والمعروف.

وعن هذا الموقف العطر لخديجة تحدثنا بنت الشاطئ - 
عائشة عبد الرحمن - فتقول : هل كان لأنثى غيرها أن تهيئ له الجو المسعف على التأمل, وأن تبذل له من نفسها - في إيثار نادر - ما أعده لتلقي رسالة السماء ؟

هل كان لزوج عداها أن تستقبل دعوته التاريخية من غار حراء بمثل ما استقبلته هي به من حنان مستثار, وعطف فياض, وإيمان راسخ, دون أن يساورها في صدقه أدنى ريب, أو يتخلى عنها يقينها في أن الله -
 عز وجل - غير مخزيه أبداً ؟

هل كان في طاقة سيدة غير خديجة, غنية مترفة منعمة, أن تتخلى راضية عن كل ما ألفت من راحة ورخاء ونعمة لتقف إلى جانبه في أحلك أوقات المحنة, وتعينه على احتمال أفدح ألوان الأذى وصنوف الاضطهاد, ي سبيل ما نؤمن بأنه الحق؟ كلا ... بل هي وحها التي منَّ الله عليها بأن ملأت حياة الرجل الموعود بالنبوة, وكانت أول الناس إسلاماً, وجعلها الله - 
عز وجل - ملاذاً وسكناً ووزيراً لرسوله - صلى الله عليه وسلم - . [ تراجم سيدات بيت النبوة ( ص: 237 ) بتصرف ] .