الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

في رحاب الذرية المباركة - " خديجة بنت خويلد "

وهكذا كان هذا البيت المبارك قائماً على المودة والرحمة والحب فم تكن خديجة - رضي الله عنها - تدخر جهداً في أن تُدخل السعادة والرور على قلب الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ... وفي يوم من الأيام عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت وكانت زوجه الحنون تحمل له بشرى عظيمة فلقد أخبرته بأنها حامل فاهتز قلب الحبيب - صلى الله عليه وسلم - فرحاً بتلك البشرى الغالية.

وكانت خديجة في غاية البهجة والسعادة والسرور لأنها تشعر بل وتوقن بأن زوجها -
صلى الله عليه وسلم - سيكون له شأن عظيم فكانت تتمنى أن يرزقها الله منه بالولد وجاءت اللحظة السعيدة التي ولت خديجو أول مولود للحبيب - صلى الله عليه وسلم - وهو القاسم - الذي كان يُكنَّى به الحبيب - ثم تتابعت بعد ذلك الذرية المباركة فولدت له بعد ذلك زينب وأم كلثوم وفاطمة وكان ذلك قبل النبوة ثم ولدت له بعد النبوة عبد الله - الذي كان يُسمى بالطاهر - .

وقد ذكر ابن عباس - 
رضي الله عنهما - أولاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الطاهرة الولود خديجة فقال : ولدت خديجة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلامين وأربعة نسوة, القاسم وعبد الله, وفاطمة وأم كلثوم وزينب ورقية [ دلائل النبوة للبيهقي ( 2/70 ) ] . أما إبراهيم فهو من مارية القبطية - رضي الله عنها - ومات بنوه كلهم في صغرهم. أما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسملن وهاجرن, فرقية وأم كلثوم تزوجا عثمان بن عفان -رضي الله عنه - وزينب زوجة أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس, وفاطمة زوجة علي بن أبي طالب - رضي الله عنهن - [ تهذيب الأسماء واللغات ] .

وقد أدركتهن الوفاة في حياة النبي -
 صلى الله عليه وسلم - إلا ابنته فاطمة, فقد توفيت بعده بستة أشهر.

وكان النبي - 
صلى الله عليه وسلم - ينظر إلى أسرته المباركة بصدر منشرح .. فقد كانوا جميعاً يعيشون حياة هادئة جميلة في غاية الصفاء والسعادة .

فخديجة - 
رضي الله عنها - زوجة مثالية علمت كيف تُدخل السعادة على قلب زوجها -صلى الله عليه وسلم - وأولادها وكانت كلماطالت عشرتها مع الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ازدادت حباً له وإعجاباً به فهو العابد الزاهد الذي تعلق قلبه وتعلقت جوارحه بالله - جل وعلا - ومن هذا البيت المبارك خرجت فاطمة التي أضحت فيما بعد سيدة نساء أهل الجنة وأم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وزوجة واحد من العشرة المبشرين بالجنة ... فيا له من بيت مبارك نشر البركة وعبير الإيمان على الكون كله .