الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

صبرٌ واحتساب - الجزء الأول - " خديجة بنت خويلد "

كانت خديجة - رضي الله عنها - ترى ما كان يتعرض له الحبيب - صلى الله عليه وسلم- من الإيذاء والخرية وتثبته وتخفف عنه وتهوِّن عليه أمر الناس .. فكانت بذلك مثلاً عظيماً وفريداً بل وقدوة لكل أخت مسلمة لتخفف عنه ما يراه من الابتلاءات التي تجعل الحليم حيراناً.

فكان من بين الابتلاءات التي تعايشت خديجة -
 رضي الله عنها - مع أحداثها .. ما كان من الإيذاء الذي سلطه المشركون على الحبيب- صلى الله عليه وسلم -.

عن عبد الله بن مسعود - 
رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض : أيكم يجئ بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد, فانبعثت أشقى القوم فجاء به, فنظر حتى سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعه على ظهره بين كفيه وأنا أنظر لا أغني شيئاً لو كان لي منعة. قال : فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض, ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجد لا يرفع رأسه, حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره, فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه ثم قال : ( اللهم عليك بقريش ) ثلاث مرات, فشق عليهم إذ دعا عليهم. قال : وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة ثم سمي : (اللهم عليك بأبي جهل, وعليك بعتبة ابن ربيعة, وشيبة بن ربيعة, والوليد بن عتبة, وأمية بن خلف, وعقبة بن أبي معيط ) وعد السابع فلم يحفظه. قال : فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عدَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صرعى في القليب, قليب بدر. [ متفق عليه, ررواه البخاري ( 240 ), ومسلم ( 1794 ) ] .
وروى سلم عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : 
هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ قال : فقيل : نعم !, فقال : واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطان على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب, قال : فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي, زعم ليطأ على رقبته, قال : فما فجاهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه, قال فقيل له :مالك يا أبا الحكم ؟, قال : إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً. [ مسلم ( 2797 ) ] .