الاثنين، 27 سبتمبر 2010

موقف يعجز القلم عن وصفه - " أبو بكر الصديق "


ها هي صفحة مشرقة من حياة الصديق - رضي الله عنه - الذي بذل نفسه وماله فداءً لله وفداءً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فعن على بن أبي طالب, قال: " لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذته قريش, فذا يجبأه [ أي فجأة وبغتة ], وهذا يُتلتله [ يحركه ويزعزعه من مكانه ], وهم يقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلهاً واحداً؟ قال: فوالله ما دنا منَّا أحد إلا أبو بكر, يضرب هذا, ويجبأ هذا, ويتلتل هذا, وهو يقول: ويلكم! ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ) [ غافر: 28 ], ثم رفع ( على ) بُردةً كانت عليه, فبكى حتى اخضَّلت لحيته, ثم قال: أنشدكم الله, أمؤمن آل فرعون خيرٌ أم أبو بكر؟ فسكت القوم, فقال: ألا تجيبوني؟ فوالله لساعة من أبي بكر خير من ألف ساعة من مثل آل فرعون, ذاك رجل يكتم إيمانه, وهذا رجل أعلن إيمانه " [ تاريخ الخلفاء ( ص: 37 ) ].

وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: بينما رسول الله بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط, فأخذ بمنكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلفَّ ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً, فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه, ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ) [ غافر: 28 . رواه البخاري ( 3856 ) ]