الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

أول قلب خفق بالإسلام - " خديجة بنت خويلد "

لقد رفع الإسلام المرأة إلى أبعد مما يطمح خيالها, ويصبو أملها, واق لها من آي الذكر الحكيم, ما بهر سناه بصرها, وملكت محجته نفسها, واستقادت بلاغته وحسن مساقه قلبها, وأنصتت لما وصف به الله رحمته وعزته, وناره وجنته, وما أد للصابرات والمحسنات من جزيل الأجر, وسني المنزلة, فأثار ذلك عاطفتها, وأفاض وجدانها, وأنار بصيرتها, فكان حقاً لذلك أن يصيب حبه قلبها, ويجول في مجال دمها, ويتأشب بين أحناء ضلوعها.

كذلك كان أمر نساء العرب, فإن أول خفق بالإسلام, وتألق بنوره قلب امرأة منهن, هي سيدة نساء العالمين في زمانها : أم القاسم خديجة بنت خويلد -
 رضي الله عنها -.

قال الإمام عز الدين بن الأثير - 
رحمه الله تعالى - ( خديجة أول خلق الله أسلم, بإجماع المسلمين ) [ اسد الغابة (7/78 ) ] .

وما كانت تلك المرأة في سواء النساء, بل لقد هُيئ لها من جلال الحكمة, وبُعد الرأي, إلى زكاء الحسب, وذكاء القلب, ما عزَّ على الأكثرين من الرجال, فلم تأخذ الدين مشايعة, ولم تتلقه مجاملة, بل أخذته عن تأثر به وظمأ إليه 
[ عودة الحجاب / محمد إسماعيل ( 2/539 ) ].