الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

السعادة ترفرف بأجنحتها على أعظم بيت - " خديجة بنت خويلد "

رفرفت السعادة بأجنحتها على بيت خديجة - رضي الله عنها -, فقد وجدت الطاهرة خديجة في الأمين محمد خير الأزواج, فهو لطيف المعشر, سابغ العطف, يحيط به كل إنان وكل حي, وكل شئ, فأخرلق محمد - صلى الله عليه وسلم - كانت تتبع من فطرته بنسب متفقة متكاملة, فصبره مثل الشجاعة, وشجاعته مثل كرمه, وكرهم مثل حلمه, وحلمه مثل رحمته, ورحمته مثل مروءته, وخصائصه - صلى الله عليه وسلم - كثيرة في الفضل.

بل إنه من وفائه - صلى الله عليه وسلم - لم ينس أبداً تكلم المرأة العظيمة التي كانت له أماً بعد أمه أم أيمن - رضي الله عنها - فأخذها معه لما انتقل إلى دار الزوجية, وأكرمها وغمرها بحنانه, وفاض قلبه الكبير رقة مست قلوب أبنا خديجة, فكان هند ابن خديجة عند أمه بعد زواجها من محمد - صلى الله عليه وسلم -, فكان ربيب النبي سعيداً غاية السعادة أن يشب وينشأ في كنف أصدق الناس لهجة, وأوفاهم ذمة, وألينهم عريكة, وأكرمهم عشرة.

لقد وسع حب محمد - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة, ذلك الفتى الذي اشتراه حكيم بن حزام من سوق عكاظ, ووهبه لعمته خديجة, وقد تعلق محمد - صلى الله عليه وسلم - بزيد, وأحب زيد محمداً حباً لم يحب أحداً مثله من قبل. وقد فطنت خديجة إلى هذا الحب الأبوي, فوهبت زيداً لزوجها فأعتقه, ولم يكتف بأن رد إليه حريته السليبة, بل شرفه ورقاه بأن نسبه إلى نفسه فكان زيد بن محمد.

أحبت خديجة - رضي الله عنها - زوجها محمد - صلى الله عليه وسلم - حباً ملك عليها كل مشاعرها, حب الزوجة لزوجها الكريم الذي تمثلت فيه مكارم الأخلاق ومعالي المكارم, فقد كانت على مر الأيام وطول العشرة, تزداد يقيناً بأن الرجل الذي اختارته لنفسها هو أصلح أهل الأرض لأداء رسالته, والنهوض بأمته.

كانت خديجة - رضي الله عنها - تهيئ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل أسباب الراحة وكل أطراف النعيم, إذا أشار لبت إشارته متهللة النفس, رضية القلب, كريمة اليد, فما كانت تبخل بأموالها أيضاً, وكانت سخية بعواطفها ومشاعرها وأموالها, بل لم تكن تبخل بحبها على من يحب زوجها, وكانت تكرم من يحبه إكراماً يملأ النفس رضاً وسروراً 
[ نساء أهل البيت ( ص: 30,31 ) بتصرف ].