الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

موعد مع السعادة - " سودة بنت زمعة "


كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك الأيام حزيناً لموت خديجة - رضي الله عنها - التي كانت احب الناس إلى قلب الحبيب - صلى الله عليه وسلم -.

كانت خديجة -
 رضي الله عنها - بعد الرسالة, نبض الإسلام, وحاضنة الدعوة, والبلسم الشافي لكل الجراح, والنور المضئ لكل طريق, فما عاد إليها مثقلاً بالهموم والأحزان, إلا وأقبلت عليه تشجعه وتواسيه, ولا تقوم عنه حتى تمسح عن قلبه الكبير الأوصاب, وحتى يفترَّ ثغره الجميل الشريف بالابتسام, ويتألق في عينيه الشريفتين التصميم والعزم على احتمال الآلام كلها في سبيل الله - عز وجل -, حتى يؤدي الأمانة ويبلّغ ما أُنزل إليه من ربه.

لقد أذلَّت الدنيا بإدبارها عنها, وأعزّت الآخرة بإقبالها عليها, ولما توفيت بكاها رسول الله - 
صلى الله عليه وسلم - وأولادها وصَحبه بدمع هتون, لقد رحلت الطاهرة سيدة نساء قريش, وحاضنة الإسلام, وأم المؤمنين, وحبيبة رسول الله رب العالمين, فكان ذلك العام العاشر من البعثة عاماً مفعماً بالأسى والحزن حتى سُمِّي عام الحزن.

وفي هذه الظروف الصعبة لسير الرسالة المحمدية, من المرأة التي تستطيع أن تملأ الفراغ الذي تركته صدِّيقة المؤمنات الأولى خديجة بنت خويلد - 
رضوان الله عليها - ؟!

أعتقد أن مكان خديجة لا يملؤه إلا خديجة, وأن مكانها ومكانتها في قلب رسول الله -
 صلى الله عليه وسلم - سيبقى لها وحدها, لا تشاركها واحدة من نسائه الأخريات فيما بعد. [ نساء أهل البيت ( ص:80 , 81 )].

ولكن سودة - رضي الله عنها - كانت على موعد مع سعادة النيا والآخرة فلقد شاء الملك - جل وعلا - أن يتزوجها الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ... ولكن كيف كان ذلك ؟.

فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع هذا الحدث المهيب.