الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

غاية جليلة - " سودة بنت زمعة "


إن محمداً صلوات الله وسلامه عليه لم يجمع أصحابه على مغنم عاجل آجل, إنه ازاح الغشاوة عن الأعين, فأبصرت الحق الذي حُجبت عنه دهراً ومسح الران عن القلوب, فعرِفت اليقين الذي فُطرت عليه وحرمتها الجاهلية منه, إنه وصل البشر بربهم فربطهم بنسبهم العريق وسببهم الوثيق, وكانوا - قبلاً - حيَارى محسورين, إنه وازن للناس بين الخلود والفناء, فآثروا الدار الآخرة على الدار الزائلة, وخيرهم بين أصنام حقيرة وإله عظيم. فازدروا الأوثان المنحوتة, وتوجهوا للذي فطر السماوات والأرض.

حَسب محمد - 
صلى الله عليه وسلم - أن قدَّم هذا الخير الجزيل, وحَسب أصحابه أن ساقته العناية لهم, فإذا أُذوا فليحتسبوا, وإذا حاربهم عبيد الرجس من الأوثان فليلزموا ما عرفوا, والحرب القائمة بين الكفران والإيمان سينجلي غبارها يوماً ما, ثم تتكشف عن شهداء وعن هلكى, وعن مؤمنين بأمر الله ومشركين مدحورين بإذن الله. [ فقه السيرة للغزالي ( ص:124 ) ].