الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

عام الحزن - " خديجة بنت خويلد "

انطلق المسلمون من الشعب يستأنفون نشاطهم القديم بعد ما قطع الإسلام في مكة قرابة عشرة أعوام بالأحداث الضخمة, وما إن تنفس المسلمون من الشدة التي لاقوها حتى أصيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - بوفاة زوجه خديجة ثم بوفاة عمه أبي طالب.

أي أنه نكب في حياته الخاصة والعامة معاً...

إن خديجة من نعم الله الجليلة على محمد - 
صلى الله عليه وسلم -, فقد آزرته في أحرج الأوقات, وأعانته على إبلاغ رسالته, وشاركته مغارم الجهد المر, وواسته بنفسها ومالها, وإنك لتحس قدر هذه النعمة عندما تعلم أن من زوجات الأنبياء من خُنَّ الرسالة وكفرن برجالهن, وكنَّ مع المشركين من قومهن وآلهن حرباً على الله ورسوله.

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) [ التحريم : 10 ] .

أما خديجة فهي صدِّقة النساء, حَنَث على رَجُلها ساعة قلق, وكانت نسمة سلام وبر, رطبت جبينه المتصبب من آثار الوحي, وبقيت ربع قرن معه, تحترم قبل الرسالة تأمله وعزلته وشمائله, وتحمل بعد الرسالة كيد الخصوم وآلام الحصار ومتاعب الدعوة, وماتت والرسول - 
صلى الله عليه وسلم - في الخمسين من عمره, وهي تجاوزت الخامسة والستين, وقد أخلص لذكراها طول حياته. [ فقه السيرة للغزالي ( ص:143 ) ].