الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

فاستبقوا الخيرات - " سودة بنت زمعة "


لقد كانت سودة - رضي الله عنها - تسارع دائماً إلى كل طاعة ... فقد كانت هذه الخصلة المباركة متأصلة في قلوب الصحابة والصحابيات جميعاً ... الكل يتسابق إلى مرضاة الله فهم يعلمون أن الدنيا مزرعة للآخرة وأن من زرع هنا فسوف يحصد هناك.

قال تعالى : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) [ آل عمران : 133 - 136 ].

وها هي سودة - رضي الله عنها - عندما خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحج كانت تتسابق إلى طاعة لله - عز وجل -.

فعن عائشة قالت : نزلنا المزدلفة فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سودة أن تدفع قبل حطمة الناس وكانت امرأة بطيئة فأذن لها فدفعت قبل حطمة الناس وأقمنا حتى أصبحنا نحن ثم دفعنا بدفعه, فلأن اكون استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما استأذنته سودة أحب إلىَّ من مفروحٍ به. [ أخرجه البخاري ( 1681 ), ومسلم ( 1290 ), واحمد ( 6/164 ), حطمة : الزحمة .. أي قبل أن يزدحموا ويحطم بعضهم بعضاً ].

هكذا كانت أمنا عائشة تغبطها على مسارعتها إلى طاعة الله - جل وعلا - بل كانت سودة - رضي الله عنها- حريصة كل الحرص على طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حياته وبعد وفاته.

فعن صالح مولى التوأمة, عن أبي هريرة : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع : ( هذه ظُهور الحُصر ). [ الحصر : جمع حصير وهو ما يفرش في البيوت والمراد أن يلزمن بيوتهن ولا يخرجن منها. الحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات ( 8/55 ), وأحمد ( 2/446 - 6/324 ), وسنده قوي ].

قال صالح : فكانت سودة تقول : لا أُحُجُّ بعدها.
هكذا كانت تحرص على طاعته - صلى الله عليه وسلم - حياً وميتاً.