الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

عائشة تثني عليها - رضي الله عنها - " سودة بنت زمعة "


هذا الموقف العظيم من الإيثار يندر وجوده في دنيا النساء جعل عائشة - رضي الله عنها - في غاية الدهشة حتى أنها أثنت عليها ثناءً يعجر القلم عن وصفه.

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما رأيت امرأة أحَبَّ إلىَّ أن أكون في مِسلاخِها من سودة بنت زمعة. من امرأة فيها حدَّةٌ. قالت : فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة. قالت : يا رسول الله ! قد جعلت يومي منك لعائشة. فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقسِم لعائشة يومين : يومها, ويوم سودة. [ أخرجه مسلم ( 1463 ) ].

قال الإمام النووي : ولم ترد عائشة عيب سودة بذلك, بل وصفتها بقوة النفس وجودة القريحة, وهي الحدة بكسر الحاء, قولها : ( فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة ) فيه جواز هبتها نوبتها لضربتها, لأنه حقها, لكن يشترط رضا الزوج بذلك , لأن له حقاً في الواهبة, فلا يفوته إلا برضاه. ولا يجوز أن تأخذ على هذه الهبة عوضاً ويجوز أن تهب للزوج فيجعل الزوج نوبتها لمن شاء. وقيل : يلزمه توزيعها على الباقيات, ويجعل الواهبة كالمعدومة, والأول أصح. وللواهبة الرجوع متى شاءت فترجع في المستقبل دون الماضي, لأن الهبات يرجع فيما لم يقبض منها دون المقبوض. [ مسلم بشرح النووي ( 10/71 ) ].