الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

شمس الإسلام تشرق على أرض الجزيرة - " عائشة بنت أبي بكر "


كان أبو بكر - رضي الله عنه - صديقاً للحبيب - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة وكان يعرف أمانته وصدقه واخلاقه العذبة المباركة ... وما هي إلا سنوات حتى أشرقت شمس الإسلام على ارض الجزيرة وتنزَّل الوحي على الحبيب - صلى الله عليه وسلم - فكانت خديجة - رضي الله عنها - أول من أسلمت من النساء وكان أبو بكر أول من اسلم من الرجال ... وما هي إلا لحظات حتى خرج ابو بكر يدعو الكون كله ليذوق طعم الإيمان الذي ذاقه - فإن من ذاق عرف ومن عرف اغترف - فاستجاب لدعوته ستة من العشرة الذي بُشِّروا فيما بعد بالجنة ... بل وأسلم أهل بيته وأولاده كلهم.

فوُلدت عائشة -
رضي الله عنها - في الإسلام وخرجت إلى الدنيا فوجدت نفسها بين أبوين كريمين مؤمنين بل وجدت نفسها ابنة لخير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

تقول عائشة :
لم أعقل أبويَّ إلا وهما يدينان الدِّين. [ سير أعلام النبلاء ( 2/139 ) ].

فنشأت في أحضان هذين البوين الكريمين وترعرت في ظل هذا البستان الذي غُرست أشجاره في تربة الإيمان وسُقيت بماء الوحي فكان أبواها كالدوحة الباسقة التي يُستظل بظلها وكالشجرة المباركة ذات القطوف الدانية التي تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها.

وكان ابواها يلاحظان بركتها التي فاح عبيرها ولكن لم يخطر ببالهما أبداً أنها تصبح في يومٍ من الأيام زوجة سيد الأنام -
صلى الله عليه وسلم - وأماً للمؤمنين في كل زمان ومنارة للعلم في كل زمان ومكان.

ولكن الله -
عز وجل - إذا أراد شيئاً فإنه يقول له : كُن فيكون.

ولقد أراد الله أن يصنعها على عينه وأن يختارها زوجة لحبيبه -
صلى الله عليه وسلم - فتعالوا بنا لنعيش بأرواحنا تلك اللحظات في رحاب سيرتها العطرة لنعرف قدر هذه الأم المباركة.