الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

قصة الزواج المبارك - " عائشة بنت أبي بكر "

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : لما توفيت خديجة, قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص - امرأة عثمان بن مظعون, وذلك بمكة : يا رسول الله الآ تزوج ؟, قال : من ؟, قالت : إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً ؟, قال : فمن البكر ؟, قالت : ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت ابي بكر. قال : فمن الثيب ؟, قالت : سودة بنت زمعة, آمنت بك, واتبعتك على ما أنت عليه. قال : فاذهبي فاذكريهما علىَّ.

فجاءت فدخلت بيت ابي بكر, فوجدت أم رومان أم عائشة فقالت : 
يا أم رومان, ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة, أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب عليه عائشة !, قالت : وددت, انتظري أبا بكر, فإنه آتٍ, فجاء أبو بكر فقالت : يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة !! أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب عليه عائشة.فقال : هل تصلح له, إنما هي بنت أخيه, فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له, فقال : ارجعي إليه فقولي له : أنت أخي في الإسلام, وأنا أخوك, وابنتك تصلح لي.

فأتت أبا بكر فقال : 
ادعي لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء فأنكحه ( وأنا يومئذ ابنة ست سنين ). [ قال الهيثمي في " المجمع " ( 15285 ) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد ابن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث ].

لقد أدركت خولة -
 السيدة الأُنثى صاحبة التجربة - حاجة البيت النبوي الشريف إلى من يملأ الفراغ, ويسد الثغرة, حناناً وحباً وإشفاقاً وكانت خولة بحكم نضوجها وبُعد نظرها وعمق إيمانها, تحيط بالظروف النفسية والاجتماعية والزمنية التي تستقطب صاحب الرسالة - صلى الله عليه وسلم - فقالت بعد درس وتفكير لتعرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزواج.

ولعل خولة في عرضها هذا كانت تهدف إلى من يقوم على رعاية الأسرة وتدبير شئون البيت من خلال سودة وعلى رأب صدع القلب الشريف من خلال عائشة, وتوثيق العروة بالمصاهرة بين النبي - 
صلى الله عليه وسلم - والصدِّيق - رضي الله عنه -.

قال الإمام الذهبي : 
وكان تزويجه بها إثر وفاة خديجة فتزوج بها وبسودة في وقتٍ واحد ثم دخل بسودة فتفرَّد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة في شوال بعد وقعة بدر فما تزوج بكراً سواها. [ سير أعلام النبلاء ( 2/141 , 142 ) ].