السبت، 2 أكتوبر 2010

أبو بكر - رضي الله عنه - وإنفاقه في سبيل الله


قال - صلى الله عليه وسلم - :" ما أحد أعظم عندي يداً من أبي بكر واساني بنفسه وماله وأنكحني ابنته " [ رواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس, وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( 5517 ) ].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: " ما لأحد عندنا يدٌ إلا وقد كافأناه, ما خلا أبا بكر, فإن له عندنا يداً يُكافئه الله بها يوم القيامة, وما نفعني مالُ أحدٍ قط ما نفعني مال أبي بكر, ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكرٍ خليلاً, ألا وإن صاحبكم خليل الله " [ رواه الترمذي عن أبي هريرة ومسلم عن ابن مسعود, وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 5661 ) ].

وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: أسلم أبو بكر ولو أربعون ألفاً, فأنفقها في سبيل الله, وأعتق سبعة كلهم يعذَّ في الله, أعتق بلالاً, وعامر بن فهيرة, وزنيرة, والنَّهدية وابنتها, وجارية بني مُؤمَّل, وأم عبيس. [ أُسد الغابة ( 3/ 325 ), وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح ].

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " أنفق أبو بكر - رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين ألفاً " [ رواه ابن حبان ( 2167 ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 487 ) ].

قال الله تعالى: (
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) [ الليل: 17 - 21 ].
قال الإمام القرطبي: " والأكثر أن السورة نزت في أبي بكر - رضي الله عنه - ", فأي منقبة أعظم من هذه المنقبة, وأي وسام أغلى من هذا الوسام؟

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قل: " عَذَّب المشركون بلالاً " وبلال يقول: " أحدٌ أحدٌ ", فمر بنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " أحد, يعني الله تعالى, ينجيك ", ثم قال لأبي بكر: " يا أبا بكر, إن بلالاً يعذَّب في الله ", فعرف أبو بكر الذي يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, فانصرف إلى منزله, فأخذ رطلاً من ذهب, ومضى به إلى أميّة بن خلف, سيد بلال, فقال له: أتبيعني بلالاً؟ قال: نعم, فاشتراه فأعتقه, فقال المشركون: ما أعتقه أبو بكر إلا ليد كانت له عنده, فنزلت: (
وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) أي سوف يعطيه في الجنة ما يرضى. [ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ( 20/ 78 - 80 ) ].

وكان عمر - رضي الله عنه - يقول: " أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعنى بلالاً " [ أخرجه البخاري ( 3754 ) ].

أبو بكر حَبَا في الله مالاً ... وأعتق في محبته بلالا
وقد واسى النبي بكل فضلٍ ... وأسرع في إجابته بلالا
لو أن البحر يقصده ببعضٍ ... لما ترك الإله به بلالا

وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق, فوافق ذلك منى مالاً, فقلت: اليوم أسبق أبا بكر - إن سبقته يوماً - فجئت بنصف مالى, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما أبقيت لأهلك " قلت: مثله.
قال: وأتى أبو بكر بكل ما عنده, فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله ورسوله, قلت: لا أسبقك إلى شئ أبداً. [ رواه أبو داود ( 1678 ), والترمذي ( 3675 ), وحسنه الشيخ الألباني ].